الخميس، 20 نوفمبر 2008

أزمتنــا ... أخلاقية!!

أمتنا لا تعاني من أزمة اقتصادية ولا سياسية.. إنما هي أخلاقية
خلل كبير نعاني منه في حياتنا الإسلامية المعاصرة أيما معاناة، ذلك هو النقص في الأخلاق الأساسية التي يجب أن تتوافر في كل مسلم؛ لأنها إن ضعفت أو نقصت فلن تقوم للأمة قائمة، هذه الأخلاق كانت موجودة أو كثير منها عند العرب عندما جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالنبوة والهداية· كان خلق الوفاء والصدق والشجاعة والتذمم للصديق والجار شائعاً، وكان العربي يجد غضاضة في أن يوصم بالكذب أو الغدر، ولذلك لم يُتعب الرسول - صلى الله عليه وسلم- نفسه في تأديب هؤلاء وتربيتهم على هذه الأخلاق والدعوة إلى ممارستها إنما كانت رسالته كما أخبر تتميما لهذه الأخلاق الفاضلة، فالإشارة منه لهذه الأخلاق كانت تكفي؛ لأنها ارتبطت بالتوحيد الذي جاءهم به، وهو الذي كان ينقصهم فلما تمثلوا به وأصبحت العبودية تامة لله - سبحانه- كملت هداية الفطرة وهداية الوحي فكانوا كما قال تعالى { نُّورٌ عَلَى نُورٍ }.
وفي هذه الأيام ابتلي المسلمون وابتليت الدعوة بمن تجرد من هذه الأخلاق، فالكذب - وهو أسوأ الأخلاق الرديئة - يقع فيه هؤلاء، سواء في أحاديثهم العادية أم في تجريح إخوانهم، ولا أدري بم يعللون هذه الفعلة الشنيعة، هل بمصلحة الدعوة؟! أما الحقيقة فهي أن معادنهم رخيصة، وليس عندهم أخلاق الفطرة؛ لأنها فسدت بسبب البيئة التي عاشوا فيها، ولا أخلاق الإسلام؛ لأنهم تربوا على الأنانية والحزبية الضيقة، ويتبع هذه الخصلة السيئة قلة الإنصاف في الحكم على الآخرين، فالتهم تكال كيلاً دون أدنى تحر للعدل والإنصاف، ويتناقل هذه التهم المغفلون والسذج دون أي تحرج أو تأثُّم، فكيف تستقيم حياتنا الإسلامية وفينا هذه الأخلاق ·· وكم هو مؤلم للنفس أن يشكو إليك أخ مسلم حال بعض المنتسبين للدعوة، فيذكر من جفائهم وبعدهم عن تطبيق ما يأمر به الإسلام من الرفق واللين والكلمة الطيبة، والسؤال عن الحوائج وتفقد الأحوال، والزيارة الأخوية·
والناظر لحال محاضن التربية من المدارس والجامعات والمساجد والبيوت الأسرية لتجد القلة منهم من يعتني بجانب الأخلاق ويهذب من يعول على كريم الفضائل وعظيو الخصال.. بل إن بعضاً منها أصبح معول هدم في حياة الأمة المسلمة وانسلخ من الدور المنشود منه تجاه دينه ووطنه وأمته!!
وبعد هذا كله، ألا يحق لنا أن نصف بعض جوانب أزمتنا بأنها أخلاقية، وهي فرع ولا شك من تخلفنا العام الذي طال مكثه فينا، ونحن نحاول من هنا وهناك الخروج من هذا المأزق؟!

ليست هناك تعليقات: